شعب بريس- متابعة
قبل دخوله إلى الجزائر، كتب الصحافي الجزائري محمد تامالت على صفحته بالفيس بوك يوم 8 يونيو 2016، تدوينة اوضح فيها أسباب عودته إلى الجزائر وتحديه للنظام والرهانات التي ينتظرها من هذه العودة جاء في تدوينته انه يريد أن يقال عنه بأنه مات أسدا وليس: عاش كلبا".
وفي ما يلي نص ما كتبه تامالت:
بعد عشرة أيام سأعود إلى الجزائر من أجل استطلاع سبل العودة النهائية إلى البلاد معرضا نفسي لخطر السجن والتعذيب وربما القتل ومتجاهلا مئات التحذيرات التي تصلني منذ إعلاني عن نبأ العودة. لماذا أتجاهل هذه التحذيرات:
- لأنني مؤمن بقضاء الله وقدره حق الإيمان لا أرى هذه الدنيا إلا معبرا لما هو أعظم وأريد أن يقال عني: مات أسدا ولا يقال: عاش كلبا. واجهت الموت فلم أمت والسجن فلم أسجن فلماذا لا أواجههما مرة أخرى ما دمت أرجو السند من الله.
- لأنني حققت أهم أهدافي خلال السنتين الماضيتين اللتين تبعتا عودتي إلى بريطانيا من الجزائر التي بقيت فيها عاما وعدة أشهر. لقد تعهدت للجنرال توفيق وللص الأول سلال ولغيرهم ممن تسنى لي الإتصال بهم قبل مغادرتي في سبتمبر 2014 بأنني لن أترك أبناءهم في الخارج ولا في الداخل يهنؤون بما سرقوه في الجزائر وسيكون شغلي الشاغل فضحهم أمام الناس. وقد فعلت ولي الفخر رغم محاولتهم منعي وأولهم سلال وتوفيق بتسليط الشرطة البريطانية المجرمة علي.
- لأنني أريد أن أفضح النظام البوتفليقي عميل الخارج الذي يزعم أنه لا يسجن الصحفيين حتى ولو كان ثمن فضحه سجني.
- لأنني سئمت من الحصار المفروض علي من وسائل الإعلام الممولة من التوفيقة والبوتفليقة في الداخل والموزة القطرية والمخابرات الغربية في الخارج والتي إذا نقلت شيئا من مجلة السياق العربي أو من هذه الصفحة قامت بإخفاء المصدر كما حدث عدة مرات. أريد أن أكسر حالة الحرب الباردة هذه مع سراق الجزائر والعملاء المتآمرين عليها في الخارج في السلطة أو في المعارضة وأحولها إلى مواجهة مباشرة لتدفنني دمائي ولا يدفنني الصمت.
- لأنني شعرت بمعنى الغربة الحقيقية حين تم قبل سنة ونصف اعتقالي من شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية واختراق مخابرات الجنرال المعزول صهر سلال عبد الحميد بن داود موقع المجلة في نفس الأسبوع بسبب مقالاتي عن أبناء سلال وابنة بن داود ووجدت نفسي وحيدا أواجه كل ذلك وأتحمل النتائج.
- لأنني طعنت في ظهري عدة مرات وأنا في الغربة ولم أعد أستطيع أن أقاتل وحدي وأنا بعيد عن مكان مولدي لذلك أفضل أن أقاتل من داخلها حتى إذا قتلت وجدت لي مكانا في مقبرة العالية التي فيها قبر أبي فذلك أفضل من أن لا أجد أحدا يعيد جثتي إلى الجزائر إذا حلت الموت في أية لحظة.
- ليست هذه أول مرة أواجه فيها النظام وأنا في الجزائر فقد واجهته داخلها بين 1994 و2001 وقبل عامين حين عودتي الأولى بعد سنين الغربة الطويلة التي لم تنته لسوء الحظ؟ لذلك أعود متحديا مراهنا بنفسي على أنني سأنتصر في الحالتين.
- لم أغادر الجزائر في 2001 وفي 2014 خوفا بل بسبب الحصار الذي كان ولا يزال مفروضا علي بسبب آرائي ونبشي في أسرار اللصوص والجلادين.
- إن سجنت حال عودتي فستكون تجربة جديدة أقبل عليها مستعدا مهيئا نفسيا لها حتى ولو اتهمت بأنني أنا من سربت أسئلة البكالوريا، وإن لم يحدث ذلك كانت تلك فرصة لإعداد اجراءات عودتي النهائية خلال زيارتي القصيرة التي ستكون ممهدة للرجوع النهائي.