محمد بوداري
تحت شعار "الموروث الثقافي عماد كل تنمية"، تنظم جمعية الفعل الثقافي والتنموي بالريش، بدعم وشراكة مع وزارة الثقافة والمجلس الإقليمي لميدلت والجماعة الترابية للريش، مهرجان ملتقى القبائل في نسخته الثانية في الفترة ما بين 24 و27 دجنبر الجاري..
اختيار هذا الشعار، حسب منظمي الملتقى، يعكس طموحا ثقافيا كبيرا متمثل في جعل الموروث الثقافي حجر الزاوية لكل تنمية حقيقية تضع الإنسان في قلب اهتمامها.
واستحضارا لكل الجوانب الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية والنفسية..إلخ، المرتبطة بكل تنمية تضع الإنسان كهدف وغاية لها، فإن الجمعية حاولت أن تستهدف من خلال أنشطتها المرأة والطفل والرياضة والتقاليد في اللباس والأكل... إلخ، حسب ما جاء في ورقة تقديمية لهذا الملتقى..
كما سعت الجمعية، حسب المنظمين، إلى طرح سؤال التاريخ المحلي لكشف غناه ودلالاته، وتقريبه للمتتبع الراهن؛ وتحقيقا للارتباط الوثيق للساكنة بماضيها.
وحظي الشعر، بإعتباره مكونا مهما لثقافة الشعوب، باهتمام متميز من طرف المنظمين، وذلك من خلال تشجيع الشباب على قراءة وإنتاج الشعر وكذا توضيح رهان الانتقال من الشفهي إلى التدوين والكتابة، الذي يمثل ضرورة حضارية.
وبالنظر إلى الأهمية التي تكتسيها بعض الجوانب الثقافية في المجتمع، كالكتابة القصصية والعزف والغناء فقد عملت إدارة المهرجان على تحفيز الإبداع فيها من خلال مسابقات خصصت لها جوائز قيمة. كما أن السينما لم تغب عن اهتمامات المنظمين، حيث شكلت جزءا من برنامج المهرجان بهدف نشر هذه الثقافة والتعريف بها.
إلا أن برنامج هذه الدورة، يعترف المنظمون بكل شجاعة ومسؤولية، ستعرف غياب جوانب مهمة شكلت ولا تزال محط اهتمام المهرجان وتتمثل في الفولكلور والحفلات الموسيقية وتقاليد الأعراس ... إلخ؛ وذلك لأسباب متعددة منها تأخر الدعم وحالة الطقس غير المناسبة، يقول المنظمون مضيفين أن الأنشطة ونسخ الملتقى المقبلة ستعمل على تدارك هذا الجانب.
وأكد المنظمون، من خلال هذه الورقة التقديمية، أن "المهرجان مشروع ثقافي يصارع من أجل الصمود والاستمرار رغم الإكراهات التي تواجه العمل الثقافي الهادف"؛ وأن سلاحهم هي "الإرادة القوية والعزم والحزم والتحلي بالوضوح والشفافية والديمقراطية في التسيير والتدبير".
إن نهج التشاركية، يضيف المنظمون، شكل بالنسبة للجمعية "قناعة واختيار استراتيجي لا محيد عنه؛ وقد أثبتت الممارسة جدواها سواء كانت الشراكة على المستوى الوطني، أو الجهوي، أو الإقليمي أو المحلي وسواء كانت مع جهات تابعة للدولة أو للقطاع الخاص. إنها دعوة لبناء مشاريع والترافع من أجلها وتجاوز السلبية القاتلة."
وختم المنظمون بالقول إن المهرجان "لا يدعي الكمال لكن يتمنى تضافر جهود كل الشركاء والمساندين كل حسب تخصصه واهتمامه لتحسين الأداء والفعالية." ودعوا الجمهور لحضور مختلف أنشطة هذه الدورة والمشاركة الفاعلة تعميما للفائدة، مقدمين الشكر لكل من ساهم في إنجاح و إغناء هذه الدورة.
برنامج الدورة: