محمد بوداري
عودة المغرب إلى أحضان أسرته المؤسساتية الافريقية مؤكدة، استنادا إلى العديد من المؤشرات. وإذا كانت هذه العودة من الأهمية بمكان، فإن الأهم هو ما بعد العودة إذ ان المغرب لم يعد إلى الاتحاد الافريقي ليجلس جنبا إلى جنب مع زعماء جمهورية الوهم العربية وإنما لتغيير قواعد اللعب داخل هذه المنظمة التي استغلها خصوم الوحدة الترابية لتمرير مخططاتهم من خلال شراء ذمم العديد من المسؤولين بأموال الريع النفطي الذي بدأت تنضب اليوم بفعل الأزمة العالمية، وهي مناسبة لكي يحشد المغرب دعم كل الدول الأفريقية التي ترغب في القطع مع مرحلة سادت ثم بادت ولم يعد يحلم بها إلا النظام العسكري في الجارة الجزائر وبعض الأنظمة العسكراتية الأخرى، التي لاتزال تعيش على إيقاع دقات ساعة الساحة الحمراء أيام كانت حمراء..
المغرب مطالب بحشد أكثر من ثلثي أعضاء الاتحاد الافريقي لتغيير قواعد اللعب داخله بما يمكنه من طرد الشرذمة الممثلة لجمهورية الوهم بداخل الاتحاد، وهي إمكانية متاحة أمامه ومشرعة الأبواب بعد أن تمكن من حشد دعم أكثر من أربعين دولة لصالحه، في انتظار باقي الدول التي لن تتردد في دعمها للموقف المغربي بناء على التحركات الدبلوماسية المغربية الأخيرة وعلى واقعية السياسة الأفريقية المغربية.
وفي حال رفض بعض الدول تغيير قواعد اللعب داخل الاتحاد، وهي قليلة على العموم، فإنها ستكون مجبرة إما بالبقاء داخله وقبول الآمر الواقع أو الخروج منه وفي هذه الحالة ستكون افريقيا براسين: رأس عاقل ومساير لما يجري وما يدور في العالم خدمة للقارة السمراء، في مقابل رأس معتوه لا يفكر إلى في مصلحته ولا يرى أكثر من أرنبة انفه وهو على كل الأحوال إلى الزوال لا محالة..
و عندها ، على الأفارقة ان يختاروا بين الرأسين..