شعب بريس- خاص
بمناسبة انعقاد الدورة الرابعة والعشرين للمؤتمر الوطني لأمراض القلب والشرايين، المقترن مع الدورة الثانية والعشرين للمؤتمر المغاربي لأمراض القلب، أيام 17 و18 و19 أكتوبر الجاري بقصر المؤتمرات بمراكش، ألقى البروفيسور وجيه المعزوزي محاضرة قيمة تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والطب: حليف، أو خطر أيضا؟.
وبعد التذكير بما أتاحه الطب الاصطناعي من إمكانيات لامتناهية للاقتصاد والمجتمع، بفضل التطبيقات التي همت جميع مجالات الحياة اليومية، ذكّر البروفيسور وجيه المعزوزي بالتطبيقات المتعددة للذكاء الاصطناعي في المجال الطبي، وخاصة فيما يتعلق بالجراحة الآلية، والواقع الافتراضي، والأدوات المرتبطة، والاختبارات الجينية، واستغلال المعلومات في البحث، والطباعة بالنسبة للأجهزة الطبية، والمحاكاة خلال تكوين الموارد البشرية، والروبوطات المشرفة على التنشيط، والروبوطات الشبيهة بالانسان والمحاكية له وبالأخص المساعدة في التشخيص..
لكن، يقول البروفيسور المعزوزي، وكما هو الشأن بالنسبة لكل ميدالية فإن لهذه(الذكاء الاصطناعي) وجه آخر أيضا. ويتعلق الأمر بالمخاطر التي يمكن ان تنجم عن استعمالات الذكاء الاصطناعي، خاصة فيما يتعلق بالمس بالحياة الخاصة للأشخاص، وانتهاك السر المهني، واستعماله لاهداف خبيثة، وتجريد العلاقة مع المريض من جانبها الانساني، والمسؤولية في حالة الخطأ، وتدهور المرونة العصبية، وضعف الشعور والاحساس السريري، والتلاعب واللامساواة..
وتساءل البروفيسور وجيه المعزويز، في نهاية المحاضرة، حول ما يكشفه وجها الميدالية: إنسان بقدرات لامحدودة أم آلة شبيهة بشكل كبير للانسان؟ مضيفا أن مصطلح "الذكاء الاصطناعي" مبالغ فيه بالتأكيد، وهناك ميل اليوم للحديث عن "الذكاء الزائد"، أو "الذكاء الرقمي" حتى. وقال البروفيسور إنه من المناسب كشف النقاب عن الذكاء الاصطناعي والتخلي عن إضفاء الخصوصيات الانسانية على الروبوهات، وبشكل مماثل محاولات جعل الانسان شبيها بالآلة..
وتزداد الأصوات المطالبة اليوم بأن تشكل الأخلاقيات، التي يجب أن توجه دائما خطوة المهنيين في مجال الصحة، عنصر موازنة ضروري في وجه التطور الأعمى واللامحدود للذكاء الاصطناعي. وخلص البروفيسور العزوزي إلى أننا اليوم بصدد بداية للنقاش حول هذا الموضوع..
يشار أن البروفيسور وجيه المعزوزي تلقى، خلال حفل اختتام هذا المؤتمر، إشادة حارة من طرف الشركة المغربية لامراض القلب.
من جهته، اغتنم البروفيسور وجيه معزوزي هذه الفرصة لتكريم الراحل الدكتور محمد فارس، جراح القلب اللامع الذي وافته المنية قبل شهر، وطلب من الحضور بالوقوف دقيقة صمت ترحما على روحه..