عزيز الدادسي
مرة أخرى يسقط أفراد من العدل والإحسان في الممنوع، ليرفع القناع عن وجوه كانت تحاول تقمص الناهي عن المنكر، والمرشد العاكف، والصوفي الذي لم يبق له مع وحدة الوجود إلى مراحل قليلة. في حين أن أفرادا من الجماعة لم يكن يجمعهم مع هذا السلوك إلا الرغبة في خلق الوهم، ومحاولة يائسة من اجل جلب الأنظار لأشخاص، أكدت التجارب أنهم قمة الاحتيال باسم الدين.
وإلا بماذا يمكن أن يفسر تورط بوجمعة ماحي، مريد جماعة العدل والإحسان ببوعرفة، في قضية نصب واحتيال، ذهب ضحيتها عشرة أشخاص سبق وان وعدهم بتسهيل مأموريتهم في الحصول على تأشيرات للإقامة في الديار الايطالية، أو توظيفهم في مؤسسات، وذلك مقابل مبالغ مالية قدرتها المصادر بستمائة ألف درهم، لكون العدل والإحسان ربما تسن في قانونها الداخلي أن لا شيء يقضى هكذا، ولعل المريد فهم الموضوع وحاول تطبيقه على حين، حتى يلقى رضا شيوخه.
والى ذلك فلم يجد بوجمعة ماحي "المريد" إلا التهرب من أداء المبلغ لضحاياه، ليلوذ بالفرار في اتجاه فرنسا بتاريخ 5 /2/2013، بتأشيرة مزورة، وهي عملية ربما هي الأخرى استقاها من القاموس الاجتماعي والتربوي لجماعة العدل والإحسان، التي قد تجيز لكل محتال من مريديها التزوير والنصب، والفرار إلى جهات خاصة للاحتماء. انها قمة التدليس والانحطاط الخلقي في أتباع جماعة فرخت فقهاء في النصب والاحتيال على مواطنين بسطاء، ربما غرروا بهم، نتيجة ضعف وتواضع تفكيرهم.
ويذكر أن ضحايا "الوارع المتقي" بوجمعة ماحي مريد الجماعة، وضعوا شكاية في الموضوع لدى المصالح المختصة، بعد أن علموا بفراره .