موحى الأطلسي
بعض الممارسات التي يقوم بها إخوان بنكيران او بعض المحسوبين على حزب العدالة والتنمية تظهر بما لا يدع مجالا للشك ان الاسلاميين لا يفقهون في السياسة أي شيء، وبالتالي يلزمهم دروسا في تدبير شؤون الدولة وما يرتبط بذلك من بروتوكولات وثقافة ديبلوماسية ضرورية لكل من يرغب في الدخول على مجال السياسة ..بالأمس القريب خرج بعض المئات من الاسلاميين، ومن بينهم قياديين في العدالة والتنمية وزوجة كبيرهم بنكيران، في مسيرة بالرباط للتضامن مع إخوانهم في مصر، ورفعوا خلال ذات التظاهرة شعارات ومطالب لا تمت بصلة بهموم الشعب المغربي بل الاكثر من ذلك ان البعض منهم اخذتهم فورة الاستقواء وطالبوا الدولة بطرد السفير المصري من المغرب، هكذا بجرة قلم، او صوت حنجرة، دون الالمام بأدنى ثقافة في العلاقات الدولية وشؤون تسيير الدولة.
وبعد أيام من خروج ذات المسيرة دعا احد المحسوبين على التيارات الاسلامية المتشددة في المغرب، على صفحته بالفيس بوك، إلى الجهاد وحمل السلاح في وجه السلطات المصرية، وذلك من خلال نشره مقتطفات من مقال نُشر بإحدى المواقع الالكترونية الاسلاموية، دعت فيه "حركة الشباب المجاهدين الصومالية"، جماعة الإخوان المسلمين في مصر إلى نسيان الديمقراطية، وحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم "ضد السفاحين الذين ينوون قتلكم بشكل جماعي".
صاحب هذه الدعوة ليس إلا الصحافي انس مزور، الذي يشغل الآن منصب مستشار مكلف بالصحافة الالكترونية بديوان وزير الاتصال، والذي يستغل منصبه السامي هذا لنشر الافكار الهدامة للإخوان والقاعدة وشباب الصومال المعروفين بتوجههم القتالي، وذلك في تجاهل وجهل تام لما يجب ان يتحلى به كل شخص يتحمل مسؤولية رسمية، وأحرى إذا كان مستشارا بديوان وزير ينتمي لحكومة مسؤولة وليس "لعب عيال" كما يقول إخواننا المصريين.
مزور، المعروف بأفكاره المتطرفة، سبق له ان طرد من مؤسسات كثيرة لأسباب لها علاقة بتشدده، كما شغل رئيسا لتحرير جريدة المصباح، التابعة لحزب العدالة والتنمية، وله علاقات قوية وخطيرة مع الاخوان المسلمين..
كما ان التنظيم العالمي للاخوان المسلمين يعتمد بشكل كبير على الاخواني المتشدد انس مزور، وهو بشغله منصب مستشار لوزير الاتصال يحاول استغلال الفرصة لنشر افكاره الهدامة باستعمال وسائل الدولة والمال العام دون مراعاة لحساسية المنصب الذي يشغله..
إلا ان الخطأ ليس خطأ مزور، الذي يعرف الجميع افكاره وقناعاته التي تصب في خانة الاسلام المتطرف البعيد عن تربة المغرب وثقافته، بل المسؤولية يتحملها من اتى به على ديوان وزير الاتصال لينفث سمومه باستغلال وظيفته، وهي مسؤولية يتحملها مصطفى الخلفي اولا واخيرا، والذي يدعم الموقع الالكتروني التافه الذي يشرف عليه انس مزور، ويمكنه من منصب يدير من خلاله ملف الصحافة الالكترونية بشكل لا يمت بصلة بصفة الحياد الذي تقتضيه، حيث ان الدور المركزي الذي يلعبه اليوم هو اقصاء بعض المؤسسات الالكترونية من الدعم ومن بطاقة الصحافة والقطار، إذ المعروف ان له عداء مع العديد من الصحفيين..
فهل يتحرك الوزير الخلفي لوضع حد لهذا العبث داخل ديوانه، وذلك بتسريح مزور، لكي يهتم بكتابات خزعبلاته على الفي سبوك، او يذهب للجهاد في سبيل ما يظنه "إسلاما"، على الجبهات والمواقع التي يدعو إليها امثاله ...