ككل الشباب كنت أحلم بالمرأة التي تجعلني أهم شيء في خريطة حياتها، فلم أعثر إلا على السراب والخداع، إلى أن تعرفت على فتاة جعلتني أسعد رجل، حنان وقلب كبير يسع الدنيا كلها، كنت أعرف أن أفراد أسرتها سمعتهم سيئة، لكنها في نظري لم تكن كذلك، كانت الملاك الذي جعل لحياتي طعما آخر، كانت تهتم بي وبأبسط تفاصيل حياتي، رغم ذلك كانت تغضبني طريقة كلامها لأنها منفتحة في حديثها أكثر مما يجب، أما ملابسها فبسببها اختلفنا كثيرا، فلم تكن ترتدي إلا المثير.
كنت أناقشها بخصوص هذا الأمر، ونقاشنا لم يكن يأتي بالنتيجة المرجوة، اعتقدت أنني بعد الزواج سأستطيع أن أغيرها بما يحلو لي، لكن القدر كان يخبئ لي شيئا فظيعا، لقد أخبرني أحد الأصدقاء بمجرد أن صادفني برفقتها، أنها فتاة فاجرة، لأنها أجهضت حملها أكثر من مرة، كما أنها أنجبت مرة وتخلت عن ابنها في المستشفى، لم أتمالك نفسي وكدت أصفعه لولا أني تراجعت عن ذلك في آخر لحظة.
هرولت مسرعا إليها ولسوء حظي اعترفت لي بالحقيقة و الأكثر من ذلك أنها لم تكن مهتمة بهذا الأمر، وكأنه شيء بسيط حدث في الماضي وانتهى الأمر.
منذ ذلك اليوم، أعيش في عزلة، فنفسي لا تتقبل هذه العلاقة، لكني أحبها جدا عقلي يرفضها وقلبي يحبها بشغف وجنون.. محتار أنا وأتعذب لا أعرف أيهما أتبع العقل أم القلب، أرجوك ساعدوني قبل أن أموت حسرة وعذابا.
بدر