صحافيون يهنئون جلالة الملك بعيد الشباب بطريقتهم.. كتابات خاصة حول مسار جلالته من ولي للعهد ثم ملك عل
شعب بريس- خاص
نواصل نشر سلسلة مقالات لزملاء صحفيين ومهتمين حول عيد الشباب المجيد، والذين يودون من خلالها تهنئة جلالة الملك بكتابات خاصة حول مساره كولي للعهد وكذا بعد مبايعته ملكا للبلاد، وسنقدم في ما يلي مقالا للزميل حميد خباش، الصحفي والباحث في تاريخ المقاومة وجيش التحرير، والتي يقدم من خلاله شهادة الراحل الدكتور عبد الكريم الخطيب في حق ولي العهد سيدي محمد آنذاك، وذلك خلال لقاء حضره السفير الأمريكي بالمغرب ادوارد غابرييل نهاية العشرية الاخيرة من القرن الماضي..
عيد الوفاء
اقترن عهد جلالة الملك محمد السادس بالمفهوم الجديد للسلطة والأوراش الكبرى السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية.
ففي ظرف ستة عشرة سنة تحققت في المغرب انجازات عملاقة تتطلب عقودا طويلة. لكن بفضل حركية العاهل الدؤوبة التي لا تعرف للراحة سبيلا طويت الأزمان وقهرت الصعاب.
وتحضرني هنا مرة أخرى واقعة عشتها في حضرة الزعيم الدكتور عبد الكريم الخطيب رحمه الله. فقد استقبل في منزله أواخر التسعينيات من القرن الماضي السفير الأمريكي بالمغرب ادوارد غابرييل، بطلب من هذا الأخير. وكنت حاضرا في هذا اللقاء الذي دار فيه الحديث باللغتين العربية والإنجليزية.
ومما قاله الخطيب للسفير الأمريكي إن ولي العهد سيدي محمد سيكون من أعظم ملوك المغرب وأن بلادنا ستكون على موعد مع ملك عبقري سيعيد لها إشعاعها ومكانتها اللائقة في جميع الميادين. وعندما انتهى اللقاء وغادر السفير، سألت الخطيب عن المعايير التي استند عليها في حكمه هذا؟ فأجابني بأنه التقى ولي العهد مرارا وتحدث معه مطولا وتأكد من الكفاءات الهائلة والقدرات الجبارة التي يتمتع بها صاحب السمو الملكي. وأنه أصبح على يقين راسخ أنه سيعيد أمجاد هذه الأمة.
ومرت الأيام وتربع صاحب الجلالة على عرش أسلافه، فكان الخطيب مع كل ورش وكل مبادرة ملكية يقول لي: لقد صدقت فراستي وتحققت نبوءتي.
واليوم، أنا على يقين تام أنه لو قدر للخطيب أول وآخر وزير للشؤون الإفريقية أن يكون حيا بيننا، لكان يعيش معنا أسعد لحظاته وهو يرى فتوحات محمد السادس في افريقيا ومدى تعلق الشعوب الإفريقية به كأمير للمؤمنين.