بوحدو التودغي
نجحت الباطرونا في فرض ذراعها الاعلامي على وزارة الاتصال، وذلك بعد تدخل مريم بن صالح، رئيسة الإتحاد العام لمقاولات المغرب، لدفع مصطفى الخلفي للقاء ممثلين عن الفدرالية المغربية للإعلام المنتسبة للهيئة المذكورة.
الباطرونا حاولت استخدام سلاح المال والاقتصاد لدفع وزارة الاتصال إلى توقيع اتفاقية إطار، تقدم بموجبها الوزارة دعما ماديا للفدرالية المغربية للإعلام "كباقي الهيئات المهنية لتعزيز دورها ومكانتها كفاعل أساسي في الحقل الإعلامي ببلادنا" يقول بلاغ الوزارة.
الاتفاق الذي عقد أمس الثلاثاء بمقر الوزارة نصّ على تطوير تمثيلية الفدرالية المغربية للإعلام داخل اللجنة الثنائية وفق "القواعد الديمقراطية" دون ان يحدد هذه القواعد، بالإضافة إلى الاتفاق على توسيع مشاركة الفدرالية في عملية مراجعة قوانين الصحافة والنشر الجارية، وأيضا مشاركة الفدرالية في مجموع اللجان المحدثة من طرف وزارة الاتصال ذات الصلة بمجال الإعلام، ومن ضمنها اللجنة المكلفة بوضع الكتاب الأبيض حول الصحافة الالكترونية، واللجنة المكلفة بإعداد المناظرة الوطنية حول السمعي البصري، واللجنة المكلفة بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، ولجنة التتبع والحكامة لمجال حقوق المؤلفين والحقوق المجاورة.
وبذلك ستكون هذه القوانين والأوراش الكبيرة، التي اقتربت لمرحلة النهاية او قاب قوسين أو أدنى منها، مرشحة للاستئناف إلى اجل غير مسمى، وسينتظر الصحافيون والفاعلون في المجال اقتراحات الباطرونا وما ستسفر عنه جلسات الحوار بين الوزارة وذراع الباطرونا الاعلامي وفقا لمبدإ "القواعد الديمقراطية" كما جاء في ذات البيان.
وجاء في البيان المشترك بين الوزارة والفدرالية أنهما اتفقتا على "العمل سويا" من أجل إيجاد "الحلول والآليات الملائمة لتجاوز الإكراهات والتحولات الكبرى التي يواجهها الحقل الإعلامي والصحافة المكتوبة بالخصوص."
هذه الفقرة من الاتفاقية تثير الكثير من الاستغراب حيث ان الاتفاق على "العمل سويا" يقتضي العمل جنبا إلى جنب، ما يطرح مشروعية سؤال موقع الفاعلين الآخرين في هذا "العمل سويا"، فهل ستستغني الوزارة عن من سهر الليالي وتكبد عناء الاعداد لهذه المشاريع؟ ام هو منطق المال والأعمال وإكراهات المرحلة، حيث استطاعت مريم بنصالح وهيئتها تركيع بنكيران وحكومته وبالأحرى وزارة الاتصال
وبدخول الباطرونا التي لم نسمع يوما انها قدمت شيئا للصحافة نكون قد بدأنا عهد التسلط ورمي اليد على الصحافة واستعمالها كأذرع سياسية للضغط على الحكومة.
المقاولة الصحفية في العالم لا علاقة لها بالباطرونا سوى اذا كانت هذه الصحف تعتمد الانتاج الصناعي والربح التجاري الناتج عن التصنيع، إن المقاولة الصحفية هي ارقى من ان تكون آلية من آليات الباطرونا للضغط على جهة دون اخرى..
ثم ما نوع هذه الحلول والآليات التي يمكن "للعمل سويا" بين الوزارة والفيدرالية ان تساهم في تجاوز الإكراهات والتحولات الكبرى التي يواجهها الحقل الإعلامي و"الصحافة المكتوبة بالخصوص"، ثم لماذا تخصيص الصحافة المكتوبة بعينها دون غيرها؟
ثم ما معنى توقيع اتفاقية إطار بين الخلفي والذراع الاعلامية لهيئة بنصالح بعد أقل من اسبوع من توقيع عقد البرنامج لتأهيل المقاولة الصحفية بين وزارة الاتصال و الفيدرالية المغربية لناشري الصحف، بحضور رئيسها نور الدين مفتاح.
اسئلة كثير تنتظر الجواب من السيد الخلفي ليطمئن الصحافيون والعاملون والمتدخلون بالقطاع على مستقبلهم...