شعب بريس جريدة إلكترونية مغربية _ شريط 'البكارة الوطنية' يسلّط الضوء على جراحة استعادة العذرية
    شعب بريس مرحبا بكم         الجزائر كسولة في محاربة الفساد !             حوادث الشغل تتسبب سنويا في كارثة حقيقية بالمغرب             الاقتصاد الوطني يفقد 432 ألف منصب شغل سنة 2020             بسبب الأزمة الوبائية..المديونية الداخلية تتجاوز لأول مرة 604 ملايير درهم            

  

إعلانات

         
 


أضيف في 22 نونبر 2010 الساعة 20 : 12

شريط 'البكارة الوطنية' يسلّط الضوء على جراحة استعادة العذرية





غصت قاعة التياترو بالعاصمة تونس بجمهور غفير غالبيتهم شباب مساء أحد أيام الأسبوع الشهر الماضي رغم تزامن العرض مع مهرجان مرموق للسينما في قرطاج المجاورة. وسارع التونسيون لمغادرة العمل والمدارس مبكرًا لحضور العرض الأول للوثائقي الذي يعالج للمرة الأولى أحد المواضيع الذي يعتبر محرمًا في المغرب الكبير والعالم العربي.

ويتطرق "البكارة الوطنية" للعذرية وترقيع غشاء البكارة، وهي العملية التي تخضع لها النساء إراديًا لاستعادة "شرفهن". ولم يحظ الشريط المثير للجدل الذي أخرجه البلجيكي من أصل تونسي جمال مكني المعروف بإثارته لمواضيع حساسة بموافقة مهرجان قرطاج للسينما، لذلك قرر عرضه خلال صبيحته الخاصة الأربعاء 27 أكتوبر.

وقال مكني "أنا سعدت بالحضور الكبير للجمهور لمشاهدة الشريط"، لكنه أعرب عن خيبة أمله لعدم إقبال النقاد على مشاهدة الفيلم. وأضاف "وددت لو أن الجمهور الواسع الذي لا يتفق مع وجهة نظري استطاع سماع وجهة نظري".

واتهم مكني المشرفين على أيام قرطاج السينمائية بممارسة الرقابة على فيلمه "بعد سنتين من العمل المضني والبحث عن متطوعات من الفتيات والنساء للإدلاء بشهاداتهن عن معانتهن وقضية فقدانهن لعذريتهن، أجد أمامي فيتو عريض من قبل الإدارة".

وأوضح "اخترت أن أنجز هذا العمل من تونس لأنها البلد الذي عرف عنه أنه البلد الأكثر تحررًا بالنسبة لموضوع المرأة"، وانطلاقا من وجهة نظر الناس في تونس، قال مكني إنه تمكن من تسليط الضوء على موقف العالم العربي حول موضوع "تجاوزه الزمن مثل موضوع العذرية".

وقال "المرأة أكبر من أن تلخص في مجرد العذرية".

وفي تصريح لمغاربية نفى حاتم بوريال الملحق الإعلامي لأيام قرطاج السينمائية أن يكون الشريط تعرض للرقابة، وقال "لقد تقدم لمسابقة الأشرطة السينمائية الطويلة أكثر من 30 شريطًا ولكن في النهاية وقع الاختيار على 12 شريطا".

ويقدم الشريط شهادات مثيرة لسلمى وحنان ووفاء اللواتي تحدثن بوجوه مكشوفة.

وقالت حنان التي تصغرهن سنا "أنا لم تكن لي تجربة جنسية من قبل، ولكن بعد أن علمت بفقداني لعذريتي بعد مغامرة عابرة سكنني حزن عميق وصرت أشعر بأني لا أساوي شيئا وخائفة من كل من هم حولي وخاصة عائلتي".

أما سلمى فقالت إنها منهارة تماما "لأنني فقدت أعز ما أملك".

وحكت في الفيلم "لقد دمرت شرف العائلة ودمرت نفسي. أنا لا أساوي شيئا الآن".

الباحثة والمفكرة الإسلامية المرموقة ألفة يوسف مؤلفة " حيرة مسلمة " شاركت في العرض الأول بتونس وانضمت للجنة نقاش غير رسمية بعد العرض.

[غازي فادي] المفكرة الإسلامية ألفة يوسف (يسار) والمخرج جمال مكني تحدثا إلى جمهور تونس بعد العرض الأول لشريط "البكارة الوطنية".

وقالت ألفة للجمهور "هناك من يربط قضية العذرية بالدين الإسلامي، والحال أن الدين لم يتعرض إلى هذا الأمر على الإطلاق"، وأضافت "إن الرسول عليه الصلاة والسلام رغم تعدد زيجاته إلا أنه لم يتزوج سوى واحدة كانت عذراء يوم زواجها وهي عائشة".

ومضت تقول "علينا أن نطرح هذه القضية ونخرجها من دائرة الطابوهات ونمتنع عن ممارسة النفاق الاجتماعي الذي نعيشه"

وحسب المحامية سعيدة قراش فإن هناك مآس اجتماعية ونفسية كثيرة تعيشها الكثير من الفتيات ممن فقدن عذريتهن "وهذا أمر محير ويزداد استفحالا في المجتمع التونسي".

وحتى في مجتمع ينظر إلى مسألة العذرية وكأنها شيء مقدس، فإن لجوء الكثير من الفتيات إلى زرع بكارة اصطناعية للهروب من الفضيحة يثير ردودا متباينة. الطالب نبيل فرحات تسائل "لماذا نتقهقر إلى الوراء؟"

بعض أفراد الجمهور شعروا بغضب لانتاج الفيلم.

وقالت الطالبة منى البديري "لقد صعقت من مشاهدة الشريط. فأنا لا يمكن أن أقبل بهذه الليبرالية المفرطة التي لا تحترم ديننا الإسلامي الذي يدعونا إلى المحافظة على عفتنا وشرفنا".

وتساءلت الطالبة حنان التركي "أنا أتعجب من مجتمع يضع شرفه بين فخذي امرأة".

ورغم بعد الردود السلبية والحظر من قبل مهرجان قرطاج يقول المخرج جمال مكني إن الوثائقي حقق أهدافه.

وقال مكني "إنه أخرج قضية العذرية في تونس من الظلام إلى النور ليناقشها عامة الناس".

في حين أطلقت حملة للدفاع عن الفيلم وانتقاد إقصائه من المهرجان. وتقول العريضة المنشورة على الانترنت "المفكرون، الفاعلون الدينيون، الطلبة المتفتحون أو المواطنون العاديون في بلد يسير نحو تغيير كبير، كلهم يتساءلون ما الذي يؤدي لمثل هذه الممارسة. الجراحة تنقذ النساء لكنها تساهم أيضا في النفاق العام وهيمنة الرجال على النساء وتراجع المواقف".

وتساءلت العريضة "ما علاقة عائلة الفتاة وجيرانها والدين والمجتمع التونسي ككل بخصوصيتها؟"

لكن تونس ليست البلد الوحيد الذي كسبت فيه عملية ترقيع غشاء البكارة شعبية.

ففي المغرب الذي لا يزال للثقافة والتقاليد تأثير كبير، هناك الكثير من الفتيات على استعداد للخضوع لهذه الممارسة.

عائشة، 34 عاما، اضطرت للقيام بهذه العملية. فبعد إخفاق علاقة دامت ست سنوات، تريد بدء حياة جديدة.

وقالت لمغاربية "استمرت علاقتي مع أحمد لسنوات في انتظار أن يحصل على عمل لنتمكن من الزواج. لكن الرجال كثيرو النفاق. لقد تركني لأنني منحته نفسي. أنا لست بائعة هوى. اعتبرته مثل زوجي".

"بعد تراجع الشعور بالخيبة، نجحت في تخطي الأمر وقررت مواصلة عيش حياتي لكن على الطريقة المغربية". وقبل سنتين، قامت باستعادة عذريتها لدى طبيب نسائي في الرباط قبل يومين من ليلة زفافها.

واعترفت قائلة "في البداية، شعرت بالذنب لأن زوجي طيب جدا. لكنني متأكدة لو أخبرته ما قمت به لتحولت حياتنا إلى جحيم".

وحتى في الجزائر التي يظل فيها ترقيع غشاء البكارة موضوعا محرما، تقدم مصحات جراحات التجميل فرصا أكبر للفتيات "لاستعادة شرفهن" مقابل حوالي 50 ألف دينار (500 أورو).

ورغم أن مدونة الأخلاق الطبية لا تتضمن بندا يمنع عملية ترقيع غشاء البكارة، إلا أن الأطباء جد متكتمين حول هذا النوع من العمليات.

الدكتورة نورية الرحماني، طبيبة عامة بالجزائر العاصمة، أوضحت لمغاربية "الأطباء يفضلون عدم الحديث عن الأمر غالبا لحماية المرأة".

وتقوم النساء بنقل عناوين المصحات التي تجري عمليات ترقيع البكارة بشكل سري مخافة انتقاد المجتمع.

أمينة، طالبة، خضعت لعملية لاستعادة عذريتها في مصحة بالجزائر العاصمة. وقالت إنه لا يجب الحكم على النساء قبل الاستماع لحكاياتهن.

وقالت لمغاربية "كنت مخطوبة لسنتين، وقرأنا الفاتحة. ومباشرة بعد فسخ الخطوبة، أردت أن أصحح خطأي فورا لأن المجتمع الجزائري غير متسامح مع المرأة". وأشارت إلى أنها خضعت للعملية لتتمكن من بدأ حياة جديدة وتأسيس عائلة.

بالنسبة للكثير من الجزائريين، تُعتبر عذرية الفتاة ضمانة على "نقاوتها".

وتساءلت نسيمة، مصففة شعر، "هناك نفاق كبير أكثر من أي شيء. لماذا لا تطلب من الرجال الحفاظ على عذريتهم حتى الزواج؟" وتعتقد أن ضغط المجتمع قد يكون مشكلة حقيقية لبعض الناس.

"لدي صديقة فقدت عذريتها ولست متأكدة من الظروف المحيطة بذلك. إنها تجاوزت الأربعين وقررت ترقيع غشاء البكارة رغم أنها لن تتزوج قريبا".

ويدعو الأطباء والأخصائيون النفسيون في الجزائر إلى رفع غطاء السرية عن هذه العمليات لمساعدة النساء ضحايا الاغتصاب من تجاوز الصدمة ومواجهة المجتمع.

وهناك بعض الموافقة الدينية على هذه العملية. الإمام عبد الباري الزمزمي كتب إن عمليات استعادة غشاء البكارة جائزة خاصة بالنسبة للفتيات ضحايا الاغتصاب.

صفاء، 28 سنة، اغتُصبت في الرابعة عشرة. وكانت مترددة في إخبار خطبيها عن وضعها رغم أنها "ليست المُلامة". وذهبت رفقة والدتها للخضوع لعملية ترقيع غشاء البكارة قبل ثلاث سنوات.

وقالت لمغاربية "كل ما كلفه الأمر نصف ساعة في عيادة الطبيب. لست نادمة على قراري لأنني أشعر بأن المجتمع المغربي شديد القسوة على المرأة. كنت الضحية لكن أحدًا لن يصدقني". وأكدت "يحق لي أن أعيش حياة هادئة".

وأضافت صفاء "البكارة ليست مرادفا للعفة، لكن غيابه دليل على انحراف الفتاة".

جمال عرفاوي من تونس ومنى صادق من الجزائر وسهام علي من الرباط لمغاربية.





شروط التعليق في الموقع

اضغط هنـا للكتابة بالعربية 

( لوحة مفاتيح اللغة العربية شعب بريس )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على هذا الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



اقرأ أيضا

زمن التنصل من المسؤولية

من يستهدف استقرار قناة "ميدي 1 تيفي" ومتى يكشف حسن خيار خلفيات الحملة الموجهة ضده؟ الحلقة الأولى

الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية يتورط في فضيحة تزوير التصريحات السياسية

المعطي منجيب يعتبر سرقة الدعم الخارجي مجرد حياة شخصية

"خبير" جزائري يعادي المغرب يبيع "الإنشاء" لميدي 1 بمبالغ مالية مهمة

الجزيرة تصبّ الزيت على نار تصريحات "بان كي مون" وتخيّر المغاربة في استفتاء ملغوم

الصور التي اضحكت العالم: وزير دفاع البوليساريو يهدد المغرب بجيش الصندالة

خلل في تكنولوجيا التشفير يعرض بيانات مواقع الإنترنت لخطر السرقة

غوغل تدفع غرامة مليون يورو في ايطاليا بسبب قضية الخصوصية

السلطات المصرية ستعتقل من يدعو الى العنف ضد الأمن عبر الانترنت





 
  

إعلانات

                
  الرئيسية اتصل بنا  اعلن معنا   تنويه   انضمو لنا بالفايس بوك  شركة وصلة