شعب بريس جريدة إلكترونية مغربية _ العلوي محمد بن عرفة الدي كاد ان يسمّى «محمّد السادس»
    شعب بريس مرحبا بكم         الجزائر كسولة في محاربة الفساد !             حوادث الشغل تتسبب سنويا في كارثة حقيقية بالمغرب             الاقتصاد الوطني يفقد 432 ألف منصب شغل سنة 2020             بسبب الأزمة الوبائية..المديونية الداخلية تتجاوز لأول مرة 604 ملايير درهم            

  

إعلانات

         
 


أضيف في 01 أكتوبر 2010 الساعة 31 : 14

العلوي محمد بن عرفة الدي كاد ان يسمّى «محمّد السادس»





أتعلمون أن محمد بنعرفة، سلطان الحماية، كان على وشك أن يحمل لقب «محمد السادس»؟ لو انتقل من صفة سلطان إلى مرتبة ملك، كما تقتضي الأعراف والتقاليد المخزنية، كان سيوقع الظهائر بهذا الاسم. لنتعال عن خيانته، ولننظر من كان هذا السلطان العلوي.

بعد قرْن أو قرنين من الزمان، قد يستعيد محمد بن عرفة مكانته كأحد سلاطين الدولة العلوية، دون أن يكون بالضرورة محطّ سخرية أو تهكّم من المغاربة. هكذا علّمتنا دروس التاريخ. ملوك آخرون مرّوا من قبله، تآمروا وتعاونوا ومكروا بأبناء عمومتهم أو بأشقائهم أو آبائهم أو خانوا شعوبهم، تصادف اليوم صورهم المزيّفة كما تخيّلها فنانون معاصرون، مذيّلة بأسمائهم وسنوات حكمهم، في المعارض والموسوعات المخصــّصة لمختلف السلالات التي حكمت المغرب من الأدارسة إلى العلويين، مرورا بالمرابطين والموحّدين والمرينيين والوطّاسيين والسعديي?، بعد أن صاروا جزءا من تاريخ المغرب. تعـاقب السنين والملوك، لا يمحو عار الخيـــانة الذي يلطّخ أسماء بعضهم، لكنّه لحسن حــظ بن عـرفة يحوّل المشاحنات والخيانات والصـراعات السيـاسية الساخنة إلى دروس مملّة في التاريخ، لا تعني سوى طبقة من المتخصّصين، ويحشر الملوك والسلاطين جنبا لجــنب في متاحف السلالات الحاكمة.

«محمد السادس»

عندما نستعرض لائحة الملوك الذين تعاقبوا على عرش المغرب في القرن العشرين، منذ وفاة الحسن الأول )1894(، في إحدى الموسوعات، نجد سبعة سلاطين يتبوّأ محمد بن عرفة مكانته بينهم. ويأتي عهد السلطان الذي نصّبه الفرنسيون عام 1953 في ترتيب السلالة العلويّة مباشرة بعد محمّد الخامس، ما يعني أنه كان سيسمّى محمد السادس، لو جرت الرياح بما تشتهي أحلامه وتحول من سلطان إلى ملك كما تقتضي الأعراف والتقاليد المخزنية. غير أن عودة محمد بن يوسف من المنفى وثورة الاستقلال، كنست اسمه وأحلامه من ذاكرة العرش العلوي، وصار يعرف بالسلطان-الدمية، فيما سينجب محمد الخامس حفيدا بات يحمل لقب «محمد السادس» ابتداء من 1999. ولد محمد بن عرفة بن محمد بن عبد الرحمان في فاس عام 1886، داخل الدائرة الثانية من الأسرة العلوية الحاكمة. والده عرفة شقيق الحسن الأول، كان خليفة له وقاد أكثر من حملة عسكرية لاستتباب سلطة المخزن في قبائل سوس وتادلة. وجدّه محمد بن عبد الرحمان حكم المغرب من 1859 إلى 1873. وأمّه للاّ سكينة تنحدر بدورها من العائلة الملكية الشريفة. عندما مات الوالد في بداية القرن، ترك له ثروة كبيرة من الأراضي والضيعات والممتلكات الفلاحية والعقارية. تزوج من إحدى قريباته ورزق منها بخمسة أطفال، ثلاث بنات وولدان، درس أحدهما بالقرويين فيما اشتغل الآخر عدلا في نظارة الأوقاف. ما أن أنهى الشاب بن عرفة دراساته الدينية، حتى بات يوزّع وقته ما بين إدارة ممتلكاته الزراعية الشاسعة، وبين الانقطاع للعبادة والصلاة في قصره بعقبة الصباح في قلب مدينة فاس الراقية.

سلهام أكبر من مقاسه

ورعه وسنه المتقدّم، 69 سنة، هما ما سيدفع الثلاثي گيّوم وعبد الحي الكتاني والباشا الگلاوي إلى التفكير في تنصيبه سلطانا روحيا على المغرب سنة 1953، بعدما ضاقوا ذرعا بالسلطان محمد بن يوسف. كان مخطّط إزاحة محمد الخامس عن العرش، في نسخته الأولى، يقضي بفصل السلطة الدينية عن السلطة الدنيوية. هكذا تعهد أمور السياسة لمحمّد الخامس، في حين يصير بن عرفة إماما تقام الصلوات باسمه في المساجد. لم يكن الهدف طبعا هو تحديث النظام السياسي المغربي عبر إقرار نظام علماني على الطريقة التركية، بقدر ما كانوا يطمحون إلى تجريد محمد الخامس من إحدى دعامات رمزيته، تمهيدا لتطويعه وفرض المخطّطات الاستعمارية التي ظل يرفض توقيع ظهائرها. عندما جرى تنصيب بن عرفة يوم 15 غشت 1953، أمام حشد من الأعيان والباشوات، لم يكن العجوز على علم بتلك المناورات التي حيكت في الخفاء، ولا على معرفة بالسلطات التي صارت بين يديه. التنصيب جرى بشكل متسرّع، كما يحكي عبد الصادق الگلاوي في الكتاب الذي أفرد لوالده )الانضمام، الگلاوي والدي، منشورات مرسم( لدرجة أن السلهام والجلابة التي لبس يومها، أخذت من دولاب الباشا الگلاوي. «كان عندو العرس» وكان يبدو مبهورا وهو يجلس على العرش. كل شيء كان أكبر من مقاسه: الملابس والسلطة والكرسي... رغم أن الرجل الذي وافق أن يجلس مكان ابن عمّه محمد الخامس، على عرش المغرب، بطلب من الفرنسيين، كان يتربّع على عرش جدّه الأكبر محمد الرابع )1859 - 1873( والد الحسن الأول، غير أن سنّه ومستواه الفكري ودهاء من استعملوه، جعله لا يتبين الدوّامة التي أقحم فيها نفسه. لذلك بالضبْط التصق باسمه ذلك اللقب المضحك: الملك-الدمية.

آلة لتوقيع الظهائر

الشيخ الذي غامر بحياته الهادئة وسط ضيعاته في سهول الحياينة ومكناس ومراكش، سيكتشف خطورة ما أقدم عليه يوم 11 شتنبر 1953، يومين بعد أن وقع ظهيرا يدخل تعديلات جوهرية على عقد الحماية، توسّع من سلطات الاستعمار. بينما كان متوجّها إلى مسجد أهل فاس على متن سيارته الديكابّوتابل، سيقفز عليه مواطن مغربي وفي يده سكّين وسيحاول طعنه. العملية باءت بالفشل وانتهت بذلك المشهد الهوليودي الذي طالما رأيناه في التلفزيون: حارس بن عرفة مفتول العضلات، واسمه لاجودان كينگ، ينهال على علال بن عبد الله بالسكّين ويرديه قتيلا أمام الكاميرا. لم يصب السلطان بن عرفة، لكن الصدمة كانت عنيفة. في 5 مارس 1954 ستتكرر الحكاية. في مرّاكش هذه المرة، معقل حاميه الباشا الگلاوي سيتعرض لمحاولة اغتيال جدية على أيدي الوطنيين، وسيسيل الدم من يديه أمام المراكشيين، ليتأكد أن الهدية التي قدّّمها له الباشا الگلاوي وعبد الحي الكتاني، كانت مسمومة. ستحتدّ المظاهرات، ستصرخ فيه الحشود، ويسمل الطلاب عينيه على الصور وفي المجلات، ويشتمه المصلون عندما يذكر اسمه في صلاة الجمعة، وسيرى المغاربة صورة محمد الخامس في القمر... وفي فاتح أكتوبر 1955 ستتعطل «آلة توقيع الظهائر»، كما سمّاه شارل أندري جوليان، بانتهاء مغامرته القصيرة على عرش المملكة الشريفة، تحت ضغط «ثورة الملك والشعب». سيفر بن عرفة إلى طنجة ومنها إلى مدينة نيس الفرنسية، حيث سيقضي بقية حياته مغضوبا عليه، حتى وفاته في يوليوز 1976.

سيرة رجل

1886: ولد محمد بن عرفة في فاس.
1953:نصبه الفرنسيون على العرش العلوي مكان محمد ابن يوسف.
1955: فر الى طنجة ومنها الى مدينة نيس الفرنسية
1976:توفي في نيس وبقي جثمانه عامين في مسجد باريس قبل أن ينقل الى مقبرة صغيرة بفاس

مصير. من العرش إلى المنفى

بعد أن دارت الدوائر على محمد بن عرفة سنة 1955، فرّ واستقر بمدينة طنجة، مستفيدا من وضعها الدولي. لكنّ الأمور تغيرت بسرعة وصارت عاصمة البوغاز مغربية، فوجد نفسه مضطرا إلى مغادرة البلاد التي تربّع على عرشها سنتين، إلى مدينة نيس حيث وفر له الفرنسيون مسكنا يليق بمتعاون مخلص. كان السلطان المخذول قد تزوج من الأميرة الحسناء للاّ هنية، التي رفضت أن ترافق زوجها السابق السلطان عبد الحفيظ إلى المنفى، لكن القدر الأعمى خبّأ لها منفى آخر رفقة بن عرفة. وستموت للاّ هنية قبله، منسية في نيس، مثلما ماتت اعتماد الرميكية قبل المعتمد بن عباد في أغمات. أحد أولاده استقر في مد?يد وحظي بعفو من الحسن الثاني سمح له بأن يعود إلى البلاد، بفضل تدخل وزير العدل السابق مصطفى بلعربي العلوي. رجع الابن إلى طنجة ليسكن في البيت الذي لجأ إليه والده لمدة قصيرة، لكن الحسن الثاني لم يعف عن والده ولا عن ابنه الثاني الذي سكن معه في القصر الملكي بالرباط. في نهاية الستينات، هاجر بن عرفة إلى بيروت ليقطن إلى جانب الأمراء والشيوخ العرب الذين اتخذوا من العاصمة اللبنانية مقاما لهم. لكن حادثة سرقة غامضة تعرضت لها شقته، جعلته يعجل بعودته إلى فرنسا. إذ تسلل مجهول إلى الشقة وسرق، من بين ما سرق، الخاتم الملكي ?لذي كان يمهر به الظهائر الشريفة، آخر تذكارات العرش الوردية.
في يوليوز 1976، مات السلطان المخلوع عن سن تناهز التسعين، وبقيت جثته ترقد في مسجدباريس لمدة عامين، قبل أن يسمح الحسن الثاني بنقـلها سرا إلى البلاد، حيث دفن في مقبرة صغيرة بباب المكينة بفاس


جمال بودومة





تعليقات الزوّار
التعليقات الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها


1- kolchi khawana

moi

kolchi ghair lkhawana assahbi jab allah wa9fouha rjal w golina akhay jamal mnin jbt nta hadchi kolo rani kan9alb 3la chi masadr bhal hadchi ila kan mmkin

في 03 فبراير 2012 الساعة 42 : 01

أبلغ عن تعليق غير لائق


شروط التعليق في الموقع

اضغط هنـا للكتابة بالعربية 

( لوحة مفاتيح اللغة العربية شعب بريس )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على هذا الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



اقرأ أيضا

زمن التنصل من المسؤولية

من يستهدف استقرار قناة "ميدي 1 تيفي" ومتى يكشف حسن خيار خلفيات الحملة الموجهة ضده؟ الحلقة الأولى

الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية يتورط في فضيحة تزوير التصريحات السياسية

المعطي منجيب يعتبر سرقة الدعم الخارجي مجرد حياة شخصية

"خبير" جزائري يعادي المغرب يبيع "الإنشاء" لميدي 1 بمبالغ مالية مهمة

الجزيرة تصبّ الزيت على نار تصريحات "بان كي مون" وتخيّر المغاربة في استفتاء ملغوم

الصور التي اضحكت العالم: وزير دفاع البوليساريو يهدد المغرب بجيش الصندالة

خلل في تكنولوجيا التشفير يعرض بيانات مواقع الإنترنت لخطر السرقة

غوغل تدفع غرامة مليون يورو في ايطاليا بسبب قضية الخصوصية

السلطات المصرية ستعتقل من يدعو الى العنف ضد الأمن عبر الانترنت





 
  

إعلانات

                
  الرئيسية اتصل بنا  اعلن معنا   تنويه   انضمو لنا بالفايس بوك  شركة وصلة