شعب بريس جريدة إلكترونية مغربية _ وكالة المغرب العربي للأنباء تشكو فقرها وتحن إلى أيام مجدها
    شعب بريس مرحبا بكم         الجزائر كسولة في محاربة الفساد !             حوادث الشغل تتسبب سنويا في كارثة حقيقية بالمغرب             الاقتصاد الوطني يفقد 432 ألف منصب شغل سنة 2020             بسبب الأزمة الوبائية..المديونية الداخلية تتجاوز لأول مرة 604 ملايير درهم            

  

إعلانات

         
 


أضيف في 19 نونبر 2010 الساعة 59 : 15

وكالة المغرب العربي للأنباء تشكو فقرها وتحن إلى أيام مجدها





كان من المفترض أن تحتفل وكالة المغرب العربي للأنباء في نونبر من السنة الماضية، بالذكرى الخمسين لتأسيسها ومرور نصف قرن على أول قصاصة إخبارية تبثها الوكالة، والتي أعطى انطلاقتها جلالة المغفور له محمد الخامس في 18 نونبر 1958، إلا أن ظروفا حالت دون هذا الاحتفال، مما فوت على المسؤولين وزبناء الوكالة والجمهور العريض من التعرف على دور وأهمية هذه المؤسسة الإعلامية الوطنية العتيدة.

وإذا كانت هذه الذكرى الذهبية قد مرت في خفوت وصمت مريبين، فإن ذلك لا ينبغي أن يحجب التذكير بالمهام السياسية والإعلامية الجسام التي أدتها هذه المؤسسة في خدمة قضايا الوطن المصيرية على الصعيدين الداخلي والدولي، كما لا ينبغي أن يجحد دور أولائك الصحافيين الرواد الذين أرسوا قواعد العمل بالوكالة، وكانوا في مستوى الرهانات والتحديات برغم قلة الإمكانيات والموارد وأجواء التصارع السياسي الحاد بالبلاد في الربع الأخير من القرن الماضي.

لقد استطاعت الوكالة بفضل هؤلاء الصحافيين، الذين منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، أن تبلغ شأوا كبيرا في تطوير الحقل الإعلامي الوطني، ليس فقط من خلال إمداده الآني واليومي بطائفة عريضة من الأخبار الوطنية والجهوية، وإنما أيضا إثراءه بمجموعة من الخبرات الصحفية، التي صقلت موهبتها وشحذت أقلامها، فغادرت المؤسسة لتنشئ لها منابر خاصة بها، أو التحقت بجرائد مستقلة أو محسوبة على بعض الأحزاب فساهمت في تحديثها وتطوير عملها الصحافي والارتقاء به في مدارج الجودة والمهنية.

لقد خامرت فكرة إنشاء وكالة المغرب العربي أحد أبناء رواد الحركة الوطنية في شمال المغرب، الأستاذ المرحوم المهدي بنونة، الذي يعد واحدا من أرقى النخب الإعلامية الرائدة في بلادنا، وحسبه من سيرته الوطنية أن كان من وراء إنشاء هذه المؤسسة في وقت مبكر أراد لها أن تكون مقاولة صحفية عصرية تواكب قضايا وطنه وأمته في انفتاح متبصر على المجالات كافة.

وتحقق له بعض ما أراد بفضل الأسماء التي جلبها إلى هذه المؤسسة، وكانت حينئذ تتشكل من مجموعة من المثقفين والمتعلمين الذين لم يتخط بعضهم مستوى التعليم الثانوي، إلا أنهم كانوا مضرب المثل في الجدية والعطاء وروح المسؤولية.

وكان إلى جانب الصحافيين المغاربة، صحافيون عرب وأجانب من إسبانيا وفرنسا وفلسطين والجزائر وتونس، مجسدة بذلك انفتاحها على اللغات والتجارب الإعلامية الدولية.

أما طلائع الصحافيين المغاربة بالوكالة، فكان منهم سيف الدين الأزرق، والمرحومان الدميني وعبد الوهاب القاضي، وعبد الجليل فنجيرو، والمرحوم مصطفى القباج، وقاسم الدكالي، والعلوي محمد وعباس الشرادي وآخرون.

كما تعاقب على التحرير المركزي بالوكالة، أسماء لها وزنها في حقل الإعلام الوطني كعبد الله استوكي، ومصطفى اليزناسي، والمرحوم عبد الحي أبو الخطيب، وأحمد المجاطي، ومصطفى المير، وعيسى بن شقرون، والزرهوني السلموني، وقد استطاع بعض هؤلاء بلوغ وظائف سامية كسفراء للمغرب بالخارج.

وجاءت طائفة أخرى من الجيل الثاني من هؤلاء الرواد الذين ركزوا قواعد العمل بالوكالة بعد تأميمها في منتصف سبعينيات القرن الماضي، وكان أغلبهم من خريجي معهد الصحافة بالرباط وبعض الجامعات المغربية، ومعظم هؤلاء أحيل على التقاعد، ومنهم من التحق بدار البقاء.

كما لا ينبغي في هذا السياق، تجاهل نخبة من التقنيين المغاربة المهرة الذين أبانوا عن كفاءتهم في تدبير المؤسسة في الجانب التقني والصيانة والإرسال والرقن.

لكن عمل هؤلاء الرواد وغيرهم من الأجيال اللاحقة لم يكن ليمر، عبر مسيرة الوكالة، من دون منعطفات ومنعرجات بسبب الأجواء السياسية والصراعات بين  الدولة وبعض أحزاب وحركات اليسار، التي كان بعض العاملين بالوكالة إما من المتعاطفين معها أو مناصرين لها، أو حتى من مناوئيها أو المناهضين لها.

ومع ذلك، فقد ظل خط الوكالة في معظم الأحوال ثابتا، منفتحا بدرجات متفاوتة، على معظم مكونات المجتمع المغربي والفاعلين السياسيين والاقتصاديين والثقافيين، واكتسبت الوكالة بذلك سمعة طيبة بوأتها درجة رفيعة في تقدير المسؤولين والمهنيين مغاربة وأجانب.

ومما كان يعزز من هذه المكانة، كفاءة العاملين بها من الصحافيين، وفي مقدمتهم مسؤولو التحرير، في أداء مهامهم الصحافية بإتقان ومهنية لا تخفيان على لبيب.

ويحفل أرشيف الوكالة بأعمال هؤلاء الصحافيين وتغطياتهم لمختلف المناسبات والأحداث والوقائع السياسية التي عرفها المغرب في العقود الأربعة الأخيرة، وهي بذلك تعد مصدرا رسميا لا محيد عنه للمهتمين بتاريخ المغرب المعاصر.

كما كانت المقالات الموقعة بأسماء بعض هؤلاء الصحافيين مادة تتلقفها الصحف الوطنية وتنشرها في صدر صفحاتها الرئيسية لما كانت تتميز به من رفعة في الأسلوب وعمق في التحليل وسلاسة في التعبير.

إلا أن بطء التغيير وجمود المؤسسة في منتصف تسعينيات القرن الماضي، أحالها إلى ما يشبه هيكلا خاليا من أي نفس أو روح تنعشها، وتسبب ذلك في سيادة جو من الاحتقان والتوتر عرف نهايته مع العهد الجديد في بداية عام 2000، فعرفت الوكالة مجددا انطلاقة مشهودة انعكست على انفراج العلاقات المهنية بين إدارة التحرير والصحافيين، وأتيحت الفرص أمام الجميع للمنافسة الشريفة والمتكافئة والإرتقاء بالعمل والإبانة على الكفاءة، وبرزت في هذه الأجواء كفاءات جديدة نهلت من معين الجيل الثاني من الرواد واستفادت من خبرتهم.

غير أن هذا المسار ما لبث أن توقف بسبب تقاعد أو انسحاب من تبقى من صفوة صحافيي الوكالة في سياق المغادرة الطوعية التي أفرغت الوكالة من خيرة أقلامها ومهنييها، وانتهزت هذا الفراغ عناصر سطحية قفزت إلى مواقع المسؤولية والتسيير، فظلت المؤسسة تشكو الفراغ، مثلما تشكو وضاعة المستوى الذي انحدرت إليه، وعاد بها ذلك القهقرى بعدما كانت في طليعة العمل المهني على صعيد وكالات الأنباء القارية والدولية.

ولا زالت الوكالة إلى اليوم تحن إلى فرسانها الذين صنعوا أيام مجدها، وكانوا قدوة مثلى في الكفاءة المهنية، وألقى ذلك بظلال قاتمة على المؤسسة التي تعاني اليوم من تشنج داخلي حاد بسبب علاقات الريبة والتوجس والوشاية، وأصبح تقييم الصحافيين خاضعا لحسابات شخصية ومزاجية ضيقة ومقيتة، فانتهكت حقوق عدد كبير من الصحافيين من خلال تنقيلهم من مصلحة التحرير إلى مصالح أخرى، أو ترحيلهم وتشريدهم عن أسرهم، إما لأتفه الأسباب، أو انتقاما من رفضهم الخنوع لهذه الوضعية الشاذة التي تعيشها الوكالة، والآخذة في السوء.

والطريف أن هؤلاء المسيرين الجدد للوكالة لا يتورعون في تهديد الصحافيين – المشاكسين بالنسبة لهم – بتنقيلهم للعمل في مناطق نائية كالسمارة وطانطان وبوعرفة – وقد فعلوا ذلك في حق أحد الصحافيين –وجعلوا من هذه المدن المغربية، التي هي جزء عزيز من هذا الوطن، "فزاعة" يرهبون بها الصحافيين ويتوعدونهم بتشريدهم إليها عن أبنائهم وأسرهم كما لو كانت فيافي أو منافي مقفرة خارج البلاد.

 صحيح أن البناية الحالية للوكالة يتم تحديثها وتزيينها من الداخل لتكون لائقة في احتفال المؤسسة بذكراها الخمسين، لكن ذلك لا ينبغي أن يحجب الوضع السيء الذي تعيشه حاليا، والذي يحتاج إلى تغيير عاجل يعيد المؤسسة إلى سكتها الصحيحة ومهنيتها ومجدها السابق،  كما لا ينبغي تجاهل إحداث فضاء بمثابة متحف للوكالة يضم أسماء الشخصيات والصحافيين الذي قامت هذه المؤسسة على كاهلهم ومهنيتهم، وكانوا أسوة ما أشد وكالة المغرب العربي للأنباء في حاجة إليها اليوم.

* صحافي من الوكالة





شروط التعليق في الموقع

اضغط هنـا للكتابة بالعربية 

( لوحة مفاتيح اللغة العربية شعب بريس )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

أضف تعليقك على هذا الموضوع
* كاتب التعليق
* عنوان التعليق
  * الدولة
* التعليق



اقرأ أيضا

هذه هي بعض مشاكل المراهقة وكيفية التعامل معها

الحب في رمضان

عصابة من الملثمين "تقتنص" الفتيات لاغتصابهن داخل غابة بتمارة

الدار البيضاء: الشرطة تعثر على أسلحة ساموراي داخل محل لبيع الأدوات الرياضية

الرميد يقاطع نقابة السعيدي بعد رفع شعار ضده يصفه ب"الحقير"

الشرطة البلجيكية تداهم منزلا بواد زم وتعثر على أموال مسروقة من بنك في بلجيكا

سجين يمتلك أسرار شحنة المخدرات داخل باخرة سمير عبد المولى

طنجة: سعودي ينتحل صفة محامي وينصب على أثرياء مغاربة

سوازيلاند تحظر التنورات القصيرة والملابس الكاشفة للحد من ظاهرة الاغتصاب

اعتقال فرقة أمنية تصور أفلاما خليعة ببرشيد





 
  

إعلانات

                
  الرئيسية اتصل بنا  اعلن معنا   تنويه   انضمو لنا بالفايس بوك  شركة وصلة